هل بدأت الجولة الأُولى من المفاوضات المباشرة بين القيادتين السعودية وأنصارالله؟
يمنات
عبد الباري عطوان
بغضّ النّظر عن مدى صحّة المعلومات المُتواترة هذه الأيّام عن وجود اتّصالات مُباشرة بين الأمير خالد بن سلمان، نائب وزير الدفاع والسيّد مهدي المشاط ورئيس المجلس السياسي الأعلى في حركة “أنصار الله” الحوثيّة وحُلفائها، فإنّ المملكة العربيّة السعوديّة لم تعُد قادرةً على مُواصلة الحرب في اليمن بالزّخم نفسه بعد المُتغيّرات الكُبرى التي طَرأت على موازين القِوى في الأرض والسّماء، في العامِ الأخير على وجه الخُصوص، ولهذا فإنّ الحِوار مع الخصم الذي صمَد على الأرض هو الخِيار الأكثر نجاعةً للخُروج من هذه المِصيدة الباهِظة التّكاليف.
التّغريدة التي كتبها الأمير خالد بن سلمان، نائب وزير الدفاع، وقال فيها “إنّ عرض التّهدئة الذي أعلن عنه السيّد المشاط تنظُر إليه المملكة بإيجابيّة، كَون هذا ما تسعى إليه دومًا وتأمل أن يُطبّق بشكلٍ فِعليٍّ”، جاءت نتيجة مُراجعات أجرَتها القيادة السعوديّة توصّلت في نهايتها إلى قناعةٍ بحتميّة التّفاوض مع نظيرتها في حركة “أنصار الله” الحوثيّة من ناحيةٍ، وإيران من ناحيةٍ أُخرى، بعد أن أدركت أنّه لا الولايات المتحدة ولا الدولة العبريّة قادرةٌ على توفير الأمن والحماية لها، وترجيح كفّتها في هذه الحرب.
القلق الأساسي لهذه القيادة السعوديّة لم يعُد مَحصورًا في مسألة النّصر أو الهزيمة في الحرب اليمنيّة، وإنّما مُستقبل حُكم آل سعود بالدّرجة الأولى، واستمراره، وقد عبّرت وكالة أنباء “رويترز” العالميّة عن هذا القلق عندما تحدّثت في تقاريرٍ مُوثّقةٍ لها عن وجود حالة غضب مُتفاقمة في أوساط هذه الأسرة تُجاه السياسات التي يتّبعها الأمير محمد بن سلمان وليّ العهد السعودي والحاكم الفِعلي، ليس تُجاه اليمن فقط، وإنّما في ملفّات إقليميّة عديدة على رأسِها المُبالغة في العَداء لإيران ومِحورها بتَحريضٍ أمريكيٍّ.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.